للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (أمَّا على المستوى الفكري فقد جمعت الطرفين اتجاهاتهما اليمينية، ونزعتهما الشديدة إلى التغرب "نسبة إلى الغرب" والتشبث بأطراف الدعوات الليبرالية في مواجهة ما يعتبرانه بطريقة أو أخرى، قمعًا عنصريًا وطائفيًا) (١).

ويضيف هذا الناقد تصنيفًا آخر لجماعة شعر غير ما سبق فيقول: (. . . وبحكم عوامل أخرى تربوية ودراسية ودينية توزع هؤلاء، ومن تعاون معهم من خارج المجلة بين الثقافتين: الفرنسية والانكلوسكسونية فكان من أبرز ممثلي الثقافة الأولى: أدونيس وأنسي الحاج وشوقي أبو شقرا وعصام محفوظ، وخالدة سعيد، وأبرز ممثلي الثقافة الأخرى: يوسف الخال وجبرا إبراهيم جبرا وتوفيق صايغ وإبراهيم شكر اللَّه، وكان كثيرون ممن ساندوا المجلة في نشاطها موزعين، بقدر أو آخر، بين هؤلاء، وكان ثمة استثناء وحيد بينهم هو فؤاد رفقة الذي وجد ضالته في الثقافة الألمانية) (٢).

ثم يضيف قائلًا: (. . . إن تجمع شعر كان يدعي خلاف ما يمارس كان يرفض "السياسة" و"الإيديولوجيا" وهو مسيس ومؤدلج إلى عنقه، بل كان هذا التجمع يعمل عمل حزب سياسي كامل: مجلة، وندوة أسبوعية، ودار نشر تصدر كتبًا ذات لون خاص، وجوائز تمنحها المجلة، وامتداد إلى الصحف اليومية، ومبشرون ومراسلون، واتصالات عربية، وأخرى عالمية، ومجلة أخرى "أدب" وتهريب أعداد ممنوعة الخ، بل كان التجمع يطمح إلى عقد مؤتمرات سنوية، وإنشاء رابطة وإعانة النابهين على الدراسة أو الإقامة مدة في الخارج، فماذا بقي من أساليب العمل الحزبي؟!.

يقول يوسف الخال، والحديث عن خميس مجلة شعر، بعد ستة شهور من صدورها "هذا الخميس ندوة لا تتوخى أن تكون هيئة منظمة تنظيمًا مسبقًا، بل جماعة تنمو نموًا عضويًا، يتخذ شكله التنظيمي الخارجي مع الزمن وفق حيوية أفرادها واستعدادهم الفكري والروحي" ترى هل تبدأ الأحزاب والحركات السياسية عملها بطريقة أخرى؟ ويضيف الخال إلى ذلك


(١) المصدر السابق: ص ٢١.
(٢) المصدر السابق: ص ٢٣ - ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>