للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا من الصهاينة أيضًا، وقد عللت استجابة بعض الأدباء العرب إلى مثل هذه الأنشطة بالسذاجة التي كانت صفة غالبة في رأيها على أدباء الخمسينات!!) (١).

ولا ينبغي أن ننسي الدور الذي قام به "سيمون جارجي" مسؤول الفرع العربي لمنظمة حرية الثقافة، في تدبير العملاء لهذه المنظمة واستقطابهم لأعمالها تحت أقنعة الثقافة والحداثة، كما أنه كان العقل المحرك لمؤتمر روما (٢).

وقد سجل بدر شاكر السياب موقفه من "المنظمة العالمية لحرية الثقافة" ومؤتمر روما الذي كان السياب أحد أركانه، يقول السياب: (لا يسعني وأنا أمر في أعقاب المحنة القاسية التي ظللت أعانيها لأكثر من عام، إلَّا أن أذكر الدور المشرف الذي وقفته تجاهي "المنظمة العالمية لحرية الثقافة" والحق أنها كانت الجهة الوحيدة التي أمدتني بالعون السخي دون "مدائح" أكيلها لها وأستجديها فيها أن تساعدني.

أوفدتني "المنظمة" إلى المملكة المتحدة في زمالة لمدة سنة لتتيح لي الفرصة كي أعالج نفسي هناك، وخصصت لي راتبًا شهريًا قدره ستون جنيهًا استرلينيًا، وبعد أن راجعت الأطباء والأخصائيين وحجز لي سرير في واحد من أحسن مستشفيات لندن، أرسلت لي المنظمة شيكًا بخمسمائة جنيه أسترليني أنفقها على علاجي. . . أرسلت المنظمة مستشارها الأستاذ سيمون جارجي كي يراني ويطمئن على وضعي ويدبر أمر سفري إلى باريس للمعالجة هناك، وتم. الاتفاق على أن أطير إلى باريس برفقة صديق يعتني بي، وأن يكون كل ذلك -بما فيه تكاليف إقامتنا في باريس- على نفقة المنظمة، وفي باريس وجدت نفسي محاطًا بالرعاية والعناية من موظفي المنظمة والعاملين فيها. . . وزودت بالأدوية التي وصفها لي الطبيب على


(١) المصدر السابق: ص ٥٧.
(٢) انظر: أفق الحداثة وحداثة النمط: ص ٥٦، وبحثًا عن الحداثة: ص ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>