للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حساب المنظمة. . . وإنني ليؤلمني، وأنا في هذه الحال أن أقرأ التهم الباطلة التي تكال للمنظمة، لمجرد أنها أصدرت مجلة قد تنافس المجلة الفلانية، وعملت على إبراز أدباء قد ينافسون الأدباء الفلانيين.

كان أول ما عرفت المنظمة في مؤتمر الأدب العربي الذي عقد في روما في شتاء ١٩٦١ م وكانت المنظمة هي التي عملت على عقده، لقد كان ذلك المؤتمر تظاهرة قومية عربية في وسط أوروبا. . . وأشهد أن المستشرقين المدعوين إلى المؤتمر كانوا أكثر عروبة في مواقفهم من بعض الجهات العربية. . . أن موقف أية منظمة ثقافية غربية، لا يُمكن أن يختلف كثيرًا عن أحسن موقف غربي من قضايا العرب، وفيما يخص قضية فلسطين: الحياد بين العرب واليهود. . .) (١).

هذا الكلام يناقض كل المناقضة ما أثبتناه سابقًا من كتابات الحداثيين واعترافاتهم حول ارتباط المنظمة العالمية لحرية الثقافة وسائر مناشطها بالمخابرات الأمريكية.

ولندع هذا كله جانبًا ونسأل، لماذا تنفق هذه المنظمة كل هذه الأموال وترعى كل هذه الرعاية هذا الإنسان المشلول؟ هل عُرفت المخابرات الأمريكية أو أية مخابرات أخرى أنها تعمل الأعمال الإنسانية من أجل الإحسان؟ أو من أجل الثقافة؟ إلَّا إذا كانت لها مآرب من وراء هذا الدعم والمساعدة!!.

ولقد كان السياب يعي أي شيء تريده المنظمة ومجلة شعر ففي (رسالة من السياب إلى يوسف الخال في ٤/ ٤/ ١٩٦١ م ذكر حول محاضرته التي كان يعدها لمؤتمر روما أنه "انتهى من كتابة المحاضرة وجاءت مليئة بأفكار تتفق وأفكار منظمة الثقافة الحر من حيث نظرتنا "أسرة مجلة شعر" إلى الالتزام ونظرة الآخرين. . .) (٢).


(١) توفيق صايغ سيرة شاعر ومنفى: ص ١٦٤ - ١٦٥.
(٢) بحثًا عن الحداثة: ص ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>