للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن نجيب محفوظ يعرف الغايات السياسية والثقافية من وراء جائزة نوبل.

وعلى ذلك -ولسبب يعرفه هو، أو تقتضيه المرحلة- فقد أعلن بأنه (لو قدر ومنح هذه الجائزة فسيرفضها) (١).

ولما أجرى أحد الصحفيين معه حوارًا في هذا الشأن اعتبر الجائزة والفرح بها واللهاث خلفها من علامات القصور!!، سأله الصحفي قائلًا: (لم ينل الأدب العربي جائزة نوبل حتى الآن هل ترد ذلك إلى قصور في جهود الترجمة، أم أن هناك العوامل السياسية التي تتدخل، ولا تجعل تلك الجائزة مقياسًا للأدب؟ فأجاب نجيب قائلًا: هذا سؤال مهم، فأنا لم أفكر أبدًا فى جائزة نوبل، وأعجب كيف أننا نشغل بالنا ليل نهار بهذه الجائزة، وكأننا لم نكتب أدبًا، أو لن يكون لنا أدب إذا لم نفز بها، وهو أمر مخجل يعكس عدم الثقة بالنفس، والنظر إلى تراثنا الأدبي الهائل على أنه قليل القيمة، مع أنه ليس كذلك أبدًا، لا ينبغي أن نشغل أنفسنا بتلك الجائزة أفرادًا ومجتمعًا فهي ليست جوازًا للمرور إلى عالمية الأدب وليست مقياسًا للأدب الجيد) (٢).

وفي كتاب "على نار هادئة" سأله مؤلفه: (إذا منحت لك جائزة نوبل هل سترفضها مثلما فعل سارتر؟ فأجاب نجيب محفوظ: نعم سأرفض هذه الجائزة لو منحوني إياها، لأن البعض اعتقد أنني أدعو إلى السلام وكامب ديفيد من أجل الحصول على جائزة نوبل التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية، وأضاف إنني أدعو إلى السلام في نظر هؤلاء لكي أحظى برضا تلك المنظمات التي تتحكم في منح الجائزة لمن تريد، لهذا فإنني سأرفض


= مورو في مجلة العالم الإسلامي الأسبوعية، عدد يناير ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٥١.
(١) المصدر السابق: ص ٥٨.
(٢) نشرت هذه المقابلة مجلة الكويت في العدد ٧٧ جمادى الأولى ١٤٠٩ هـ يناير ١٩٨٩ م: ص ٤٨، ونشر في الشرق الأوسط في ٢٤/ ١٢/ ١٩٨٧ م/ ١٤٠٧ هـ، ونقلت ذلك من كتاب أدب نجيب محفوظ: ص ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>