جائزة نوبل لو منحت لي بالفعل لأنني في الحقيقة غني عن رضا الصهيونية. . . إن هذه الجائزة ككل جائزة تقوم على أساسين: الأساس الأول: عمل يشترط فيه درجة من التفوق، الأساس الثاني: تحقيق مضمون معين لا يخلو من خط سياسي بالمعنى العام. . .) (١).
و) - منح جائزة نوبل لنجيب محفوظ:
ولكن كل الكلام السابق ذهب أدراج الرياح فبمجرد أن منح الجائزة طار بها فرحًا وأعلن مباشرة قبوله بها وافتخاره بالثقة الكريمة!! واعتبر ذلك اعترافًا بعالمية الأدب العربي!!.
وإذا أخذنا في الاعتبار الغزل لليهود المنسوج بهدوء في روايات نجيب محفوظ ثم مبادرة الصلح مع اليهود، فإننا سنجد المبرر الكافي لرضا أصحاب جائزة نوبل، الذين ذكر نجيب محفوظ أنهم تسيطر عليهم الصهيونية العالمية.
غير أن ذلك وحده ليس كافيًا في إعطائه الجائزة، وإن كان ذا أثر كبير، واعتبار أكبر عند يهود جائزة نوبل.
ولكن هناك السبب الآخر الذي لا يقل أهمية عن سابقه وقد أشار إليه نجيب محفوظ حين بين أن أحد أسس منح الجائزة أن تكون الأعمال محققه لمضمون معين، فما المضمون الذي دارت عليه كتابات نجيب محفوظ لينال من خلالها جائزة نوبل؟.
لقد كرس نجيب محفوظ كل أعماله الروائية لقلب المعايير الثابتة في المجتمع المسلم، وزعزعة أركان التدين والعبادة والأخلاق والقيم.
فقد أفشى -من خلال رواياته- في المجتمع المسلم جرأة خبيثة في الشك في الدين والسخرية باللَّه تعالى ورسله، وأفشى قيمًا أخلاقية يحرص كل عدو للإسلام والمسلمين على انتشارها في المجتمع المسلم ليضعف ويتفكك.