للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(باسمك في قريتنا النائية الخضراء

في العراق

في وطن المشانق السوداء

والليل والسجون

والموت والضياع

سمعت أبناء أخي باسمك يلهجون

فدى لك العيون

يا واهب الربيع للقفار

ومنزل الأمطار في قريتنا الخضراء. . .) (١).

وطالما انتقد الحداثيون الشعراء القدامى لمدائحهم في الملوك والخلفاء والسلاطين ولكننا نجد هذا عندهم وبصورة أبشع وأشنع.

فالقدامى مدحوا ملوك المسلمين الحاكمين بشرع اللَّه المجاهدين في سبيل اللَّه، وهؤلاء مدحوا كل ساقط في فكره وعمله وعقيدته بمدح لم يُسبق إليه، فهم يضفون عليهم صفات الألوهية والربوبية، وفي المقطع السالف أوضح دليل على ذلك، فهو يضفي على عبد الناصر صفات الربوبية "واهب الربيع، منزل الأمطار" وإن كان يريد بها المعاني الضمنية لهذه


= الملك فاروق عام ١٣٧١ هـ/ ١٩٥٢ م، ثم انقلب على زميله الضابط محمد نجيب، رسخ النظام العلمانيّ ممارسة، وتقلب بين الإنجليز والأميركان والروس، وحارب دعاة الإسلام وعلماءه وزج بهم في السجون وقتل سيد قطب وغيره من إخوانه ومارس سياسات متقلبة، فقد نبغ على يد الأمريكان كما أثبت ذلك مايلز كوبلاند في لعبة الأمم، ثم اتجه إلى الاتحاد السوفيتيّ، وشارك في إنشاء منظمة عدم الانحياز، وزج بجيشه في اليمن فهلك أكثره، وسلمه غنيمة باردة لليهود في حزيران ١٩٦٧ م/ ١٣٨٦ هـ، توفي فجأة سنة ١٣٩٠ هـ/ ١٩٧٠ م بعد أن عاث في الأرض طغيانًا وفسادًا. انظر: موسوعة السياسة ٢/ ٧٥.
(١) ديوان البياتي ١/ ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>