للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم طرحت قناع البيت

وبدلت إله الحجر الأعمى وإله الأيام السبعة

بإله ميت) (١).

فالجمعة رمز المسلمين، والبيت قبلتهم، والحجر الأسود ركن البيت، واللَّه تعالى هو إله الأيام السبعة، كلها عنده محل تهكم وسخرية واستخفاف، ويحتم ذلك كله بلفظ "إله ميت"، والمعنى نفسه يكرره في موضع آخر فيقول:

(كان في أرضنا إله نسيناه مذ نأى

وحرقنا وراءه هيكل الشمع والنذور

نحن صغنا من القباب

صنمًا من تراب

ورجمناه بالحضور

بالطريق الذي كان أن يبدأ) (٢).

أي فجاجة إلحادية أصرح من هذه الأقوال؟، وأي جرأة على اللَّه تعالى أخبث من هذه الجراءة؟.

وهذا الطاغوت الحداثيّ الأكبر الذي تتبعه مناهج الحداثة العربية وتعده في قمة السلم الحداثيّ وفي منزلة من الاقتداء لا تضاهى، يخط بكلامه هذا وأمثاله معالم الحداثة العربية، ويترسم الأتباع خطواته في عمى، وإن لم يقل بعضهم مثلما يقوله سادن الحداثة هذا، إلّا أنه فتح أمامهم أبواب الاجتراء على اللَّه تعالى ودينه ورسوله في مثل قوله: (دم الآلهة طريٌ على ثيابي) (٣).

ويبحث عن أضرابه من المشككين والملاحدة ليتخذهم منطلقًا لإفكه وضلاله، ويمتدح الأفاك الأثيم النصرانيّ جبران خليل جبران ويستشهد


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ١/ ٣٤٦.
(٢) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ١/ ٣٨٦.
(٣) المصدر السابق ١/ ٤٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>