للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخائب (١) أن يكون هو وأضرابه من معالم الأدب الحديث: افترى على الحضارة ما ليس فيها وليس عنده بديل صحيح، إنه يتكلم بأسلوب البحث العلمي تارة، وبهيبة الأدب الحديث تارة عن ميتافيزيقيات طائفية هي منتهى الخرافة والتخلف والرجعية، يبشر بهذه الكهانة الوثنية بعد تعتيم شديد، ويصب اهتمامه على تحطيم الثوابت الحضارية في أمتنا، إن وثنيهم الكبير يصوغ قصيدة الغبار ليمزج شبيبتنا بالريح) (٢).

إنه لا يتردد أن يقول بكل وقاحة وجرأة:

(لم يبق نبي إلّا تصعلك لم يبق إله. . .

هاتوا فؤوسكم نحمل اللَّه كشيخ يموت

نفتح للشمس طريقآ غير المآذن، للطفل كتابًا غير الملائك

للحالم عينًا غير المدينة والكوفة هاتوا فؤوسكم) (٣).

أي دعاية للكفر والإلحاد أعظم من هذا الكلام؟ وأي مناقضة حاقدة للإسلام أشهر من هذه الكلمات الكافرة؟.

إنه تحدٍّ صارخ للإسلام عقيدة وشريعة وحضارة وتاريخًا وواقعًا، وتطاول من قزم طائفيّ موتور، ليس له هم إلّا تحطيم الثوابت وإزاحة الحقائق وتزييف البراهين، واقتناص الشبيبة الجاهلة وتلويثها فكرًا وعقيدة وشعورًا، وتسخيرها في مهاوي الجهالات، مستسلمة لهذا الطفيليّ الطائفيّ الحاقد وأشباهه، تنقل فكره وترفع ذكره وتدافع عنه، وتستجدي مكانة في ثقافة الصحف الهادمة من خلال ترديدها ومحاكاتها لأقواله وأفكاره، التي قام هو بأخذها عن أساتذته الملاحدة وشيوخه الباطنيين.


(١) هذا قول يحتاج إلى تفصيل، فإن كان قصده بالقدر تقدير اللَّه تعالى فلا يصح هذا القول ولا يجوز، وإن كان قصده بالقدر المقدور فيصح وهذا مثل إطلاق الشر في القدر، فالقدر خيره وشره يراد به المقدور لفلان خيره وشره، انظر: مجموع فتاوى ابن عثيمين ٨/ ٥٤٢.
(٢) القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري: ص ١٢٢ - ١٢٤.
(٣) الأعمال الشعرية لأدونيس ٢/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>