الكون، وهو لا يحاول أن يدخل حربًا بين طرفين، وإنّما يكتفي بالجحود) (١).
هذا التحليل من أستاذ حداثيّ متمكن في التنظر والنقد لهذا الاتجاه، وهو تحليل يظهر بجلاء أن مارسخ في نفوس وعقول هؤلاء مصبوغ صبغة شديدة بالكفر والإلحاد، وأن الحداثة ملة مباينة لملة الإسلام مباينة تبلغ حد الرفض والمناقضة.
وثقافة هذه منازعها وتلك هي أهدافها، لابد أن تكون في صف آخر غير صف الحق والخير والعدل والفضيلة المتمثلة في دين اللَّه القويم الأبلج.
وما التحدي للسماء وعدم قشعريرة نفس إحسان عباس، وسائر الحداثيين الذين وصفهم، من هذا التحدي إلّا مظهر من مظاهر هذه الردة الحداثية.
وما تأليه الإنسان وجعله القيمة الوحيدة في هذا الكون إلّا شعبة من شعب التحدي للسماء والدين والإله العظيم -جلَّ وعلا- وما إشاحة الوجه عن كل ما وراء الغيب إلّا شعبة أخرى من شعب هذه الملة الإلحادية الجاحدة.
غير أن إحسان عباس يأبى على الذين يحتالون بالتفسيرات والتأويلات والتوجيهات ليجمعوا بين الحداثة والإسلام، يأبى عليهم هذا ويستنكر صنيعهم، حتى ولو قال أعداء الحداثة بأن هذا من حزب الشيطان فهو لا يأبه أو لا ينبغي له أن يأبه؛ لأنه من حزب الإنسان الذي أصبح إلهًا من دون اللَّه مستغنيًا عن كل ما سواه.
هذه الثورة الحداثية في وصف إحسان عباس، وهو الذي يعد من المعتدلين في هذا التيار!!!.
وعندما أتحدث عن الحداثة فإنه يجب ألا يغيب عن الأذهان أن ما تعنيه الحداثة وتتضمنه هو عين ما تعنيه العلمانية وتحتويه، وقد أفصح عن