للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قديمها وحديثها، وليس في أدبيات المسلم -مهما بلغت به المعاصي والذنوب، ومهما بلغ به الجهل بدين اللَّه- مثل هذه المعاني الكسيحة الفاسدة.

وليست قصيدة الناس في بلادي إلّا حبة في عقد فكري واعتقادي عاشه صلاح عبد الصبور منافحًا ومدافعًا وداعيًا، ومن مخازيه مما يشابه ما ذكرناه آنفًا، ما جاء في مقطع بعنوان رسالة إلى صديقة يقول فيه:

(بالأمس في نومي رأيت الشيخ محي الدين

مجذوب حارتي العجوز

وكان في حياته يعاين الإله

تصوري، ويجتلي سناه

. . . ومات شيخنا العجوز في عام الوباء

وصدقيني، حين مات فاح ريح طيب

من جسمه السليب

وطار نعشه وضجت النساء بالدعاء والنحيب

بكيته، فقد تصرمت بموته أواصر الصفاء

ما بين قلبي اللجوج والسماء. . .) (١).

ولعل كاتبًا أو ناقدًا مولعًا بالحداثة مقدسًا لها يجد في هذا القول ما يرد به على الطرح العام لهذا البحث قائلًا ها هو صلاح يؤمن بالشيوخ والدين!!.

وفي واقع الأمر أن الكلمات تضج بلون آخر من الانحراف، وفيها من تهوين الدين والاستخفاف به ونسبته إلى الخرافة والتخلف الشيء الكثير، فالشيخ محي الدين مجنون، أو مجذوب، حسب التعبير الصوفي وهو


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٧٩ - ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>