للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحق لأحد من المسلمين أن يقول عن البياتي أنه لم يتعمد جرح عقيدة أمته (١).

ويقول البياتي أيضًا:

(اللَّه والشيطان

وريث هذا العالم الإنسان

يحوم حول سوره عريان

فاكهة محرمة

ومدن بلا ربيع مظلمة) (٢).

ويقول في تهكم وتنقص مقصود:

(من ترى ذاق، فجاعت روحه، حلو النبيذ

وروابي القارة الخضراء والمطاط والعاج وطعم الزنجبيل

وعبير الورد في نار الأصيل

ورأى اللَّه بعينيه، ولم يملك على الرؤيا دليل

فأنا في النوم واليقظة من هذا وذاك

ذقت لما هبطت عشتار في الأرض ملاك) (٣).

لقد أضحت عشتار لديه محور الآمال والمطالب والمقاصد، فهي فوق النقد، وهي مفتاح الرؤيا لكل شيء، حتى ليزعم أنه يرى اللَّه بعينيها!!.

وهو أمر عجيب من ماركسي تكونت ثقافته تحت مبدأ الماركسية "لا إله


(١) انظر: القصيدة الحداثية وأعباء التجاوز: ص ١٥٤ لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، حيث صرح بأن البياتي لم يتعمد جرح عقيدة أمته، ولعله لم يطلع على مثل هذه النصوص الصارخة في ضلالها وفسادها وجرأتها على الأمة وعقيدتها، ولكن ما كان ينبغي له أن يقدم على مثل هذا الأسلوب الجازم بتبرئة هذا الرجل المجترئ الذي أتى شيئًا إدًا، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًا.
(٢) ديوان البياتي ٢/ ٨٥.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>