للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحياة مادة" ووثني يخاطب عشتار في تبجيل عبادي، ثم يزعم أنه يرى اللَّه!!.

غير أن إيراده لاسم اللَّه الجليل الكريم ليس إلّا من باب التدنيس والتنقص، ولذلك اتبع دعواه بقوله: ولم يملك على الرؤيا دليل، وهي عبارة تربط علاقات الاعتقاد الماركسي بالوثني، في سبيل جحد ونكران، ملبسٍ بلباس غامض موهم وعبارات ملتوية.

ويتصور البياتي أن اللَّه تعالى كواحد من البشر يُمكن الاختفاء عنه فيقول:

(وأنا أحمل في الشارع جثة

مخفيًا وجهي عن اللَّه وعنك) (١).

ومن جنس هذه الأقوال الواصفة للَّه تعالى بالنقص قوله:

(على صدرك استلقي

على صياح ديك الفجر في مملكة اللَّه وفي مملكة السحر وفي

أصقاعها أواصل الرحيل) (٢).

ويتحدث عن اللَّه تعالى باستخفاف حداثي صارخ، مصورًا أن اللَّه تعالى يُبحث عنه في مدينة العشق، وذلك في قوله:

(من أعطاك حق البحث في مدينة العشق عن اللَّه؟) (٣).

وعلى النمط نفسه يقرن بين اللَّه تعالى والأصقاع الوثنية والموسيقى والثورة والحب، وهو إقران يقصد منه التنقص والتدنيس فيقول:

(. . . ارحل تحت الثلج


(١) ديوان البياتي ٢/ ٢١٩.
(٢) المصدر السابق ٢/ ٢٩٣.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>