للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من العبرانية إلى البساط المادي الذي نسجته أيدي اليهود إلى الماركسية، والحمد للَّه الذي أراه قبل أن يَموت الخزي والدمار والشتات الذي نزل بالشيوعية.

وفي مقطوعة له بعنوان "مزامير" (١) تحتشد العبارات والمصطلحات والرموز الصهيونية بشكل إقحامي فج، مما جعله يقدم بمقدمة اعتذارية شارحة، يصدق عليها المثل "عذر أقبح من فعل"، قال في المقدمة: (. . . أدخل الشاعر في جزء كبير من القصيدة، تعابير وصورًا توراتية من المزامير، ومن سفر أشعياء بالذات) (٢).

أما عبد العزيز المقالح فإنه لا ينسى أن يضيف إلى أمجاده الحداثية إضافة الأسماء والرموز اليهودية، ليثبت قدرته الفنية وثقافته العالمية!!، فيقول:

"سالومي" تفني في ملاهي القدس

تنشر لحمها في المسجد الأقصى

وتطلب كل رأس راكع فيه

لترفع عاليًا من حائط المبكى) (٣).

وله مقطوعة بعنوان "يهوذا" (٤) مقدَمة بسطر لأرسطو يقول فيه: (يا أصدقائي ليس هناك أصدقاء) (٥).

أمَّا محمد الفيتوري الساخط على لونه الأسود والغاضب بسببه على كل أبيض، في عقد متراكمة ينفس عنها بالافتخار بالزنجية وبغض الأبيض، وفي مقدمة ديوانه يشرح المقدم هذه العقدة عند الفيتوري، ويذكر أنه بذلك


(١) ديوان سميح القاسم: ص ١٩٢.
(٢) المصدر السابق: ص ١٩٢.
(٣) ديوان المقالح: ص ١٩٣.
(٤) و (٥) المصدر السابق: ص ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>