للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهمية المقال في رؤية صاحبه الآخذة من الأناجيل، الشاعر الأول في نظره هو رجل الدين الأول. . .) (١).

ومن أقواله في هذا المقال: (عودوا إلى ما في التوراة من قصص أفعمت روعة فنية خالدة. . . أو اقرأوا الأناجيل وما فيها من قصص حلوة وسرد للوقائع موفق، وترجمة لحياة امتازت من التراجم كافة، عودوا لما فيها من أمثال قصصية وتعاليم مصورة ملونة، أضحت المثال الأول لهذا الضرب من الأدب في كل العصور) (٢).

وقد تأثر نتاجه الأدبي والفكري بعقيدته حتى وهو في أحط درجات ماديته، ففي حديثه عن عشيقته (كاي) يصفها بأنها: (تجعل اصطياد الرجال أكثر من هواية لها. . . أليست تُرى بتكريسها ذاتها هذه أنها إنَّما تأتمر بأمر المسيح الذي حرض تلاميذه على اصطياد الرجال؟ أليست تُرى أنها أيضًا وفوق هذا إنَّما تقتدي بالمسيحي اقتداءً أمثل، فتفعل ما فعل هو، وتحاكيه في تنقله من موضع لموضع، من بحيرة لجبل، ومن مزود لخشبة، ومن عشارين وزناة لرجال هيكل وقضاة، كيما يصطاد رجاله؟.

- لو عرفتَك يا يسوع، أما كانت تبعتك حيث ذهبت، أما كنت جلست على قدميك، أما بوستهما، أما تمسمرت بك كما لم تتمسمر بصليب لأنك حلو ولأنك ممتنع؟) (٣).

صلى اللَّه وسلم على نبيه عيسى بن مريم، ولعن اللَّه الذين كفروا، الذين يزعمون أنه صلب، وما صلب، والذين يشبهون خديناتهم العاهرات بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.

وفي آخرته بعد فضيحة حوار، وانكشاف عمالته للمخابرات الأمريكية، يدافع عن نفسه في مجلة الأسبوع العربي، ثم يختم دفاعه بجملة نصرانية تافهة تدل على مدى تأصل النصرانية في دمه حتى وهو يدعي التخطي والتجاوز، والبعد عن التقليدية، يقول: (أؤمن بقول المسيح: "ليس من


(١) و (٢) المصدر السابق: ص ٤١.
(٣) المصدر السابق: ص ٨٣ - ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>