للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة إثر سنة في قبوك بين الكتب

وعلى قدميك تراب قدسه دم المصلوب

وبعض شذى من زهور سُقيت

في الليل أغاني الملائكة. . .

كسرة خبز من بلدة الخبز تكفيك

وكوز ماءٍ من عين، لعل الناصري

غسل وجهه ذات يوم قائظ بدمعها

يومًا بعد يوم سمعتَ التراتيل

في الوادي الخصيب، وها هي ذي

لما تنزل تملأ القبور المغارة قرنًا بعد قرن. . .

انطلاقة الهنيهة إلى الأزل

ذلك صوتك الدافق في القبو العتيق

غضوبًا عارمًا بحبه، مرددًا

قصة فداء إله للبشر) (١).

هذه مقطوعة كنسية صارخة يتحدث فيها صاحبها عن "الممدوح النصراني" ويصفه بالعلم والحكمة والعمق؛ لأنه في بيت لحم قد تلقى النور في ذلك القبو القريب من المذود الذي ولدت مريم فيه عيسى عليهما الصلاة والسلام -حسب ما جاء في قصص الإنجيل- ولأنَّه يسير على تراب قدّسه دم عيسى عليه الصلاة والسلام، الذي ينعته بالمصلوب، وفق الخرافة النصرانية، ويشرب من عين ماء لعل عيسى الناصري عليه الصلاة والسلام غسل وجهه فيها، ثم يقرر أن هذا كله من أجل لحظة زمن تنطلق نحو


(١) المجموعات الشعرية الكاملة لجبرا إبراهيم جبرا: ص ١٥٧ - ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>