للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأزل، وحقيقة ثابتة تستمر ولا تنقطع؛ لأنه يردد قصة فداء الإله للبشر، ويقصد به عيسى عليه الصلاة والسلام كما هو التعبير الشركي النصراني.

من هذا المقطع ترى عمق الاتجاه النصراني وقوته عند جبرا بل واعتزازه وافتخاره به، الأمر الذي جعله يصف المقصود بالمدح بهذه الأوصاف الكنسية، التي لا تخطر إلّا على قلب قسيس عميق الإيمان بدينه.

وحين يريد جبرا أن يصور مذبحة حصلت في دير ياسين حين ألقى العدو جثث الذبيحات في بئر القرية، لا ينسى أن يلحق بالأوصاف الحداثية عقيدة نصرانية، يلقيها بطريقة تلقائية تظهره في ثوب البراءة، ليلتقط ذلك من يلتقطه من أبناء المسلمين فيعبر بالتعبير نفسه أو بما يقاربه، وسوف نذكر نماذج لذلك.

يقول جبرا:

(أجفت العناقيد من حولها

واحترق القمح واندلقت

قراب الزيت على بديد الحجارة؟

وعليها صلب عيسى من جديد؟) (١).

وعباراته ومضامينه من هذا الجنس عديدة: صلب وصليب (٢)، وكنائس شواهق (٣)، ومسيح (٤)، وغير ذلك.

وفي الجملة فإن ديوانه الذي لا يتجاوز ٢٦٠ صفحة ينضح بالعقيدة النصرانية والرموز النصرانية وهو القائل يصف نفسه ومبادئه:

(عشتُ مع المسيح


(١) المصدر السابق: ص ٧٣ - ٧٤.
(٢) انظر: المصدر السابق: ص ١٢٤، ١٥٧، ٢٠٠.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ١٢٩.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ١٦٤، ١٧٤، ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>