ولنورد الآن شواهد من شعر الحداثيين العرب غير النصارى التي حاكوا فيها وقلدوا النصرانية المحرفة، ونبدأ بالطائفيين من النصيريين والدروز والشيعة، ثم نثني بأبناء المسلمين الذين ينتسبون إلى أسر سنية.
وأول الطائفيين النصيري أدونيس الذي حمل لواء الحداثة، مع ارتكاس في الوثنية والباطنية، ففي أحد المقاطع يتحدث عن الصراع بين القديم والحديث، بين الإسلام وتراثه الذي رمز له بالرمل، والغرب وإفرازاته التي رمز لها بالبحر محاكيًا في هذه الرموز وغيرها أستاذه يوسف الخال، ثم يرمز للفكر الجديد بالمصباح ويجعله كنيسة، وراهبة، فيقول:
(أسمر طالع من البحر، مليء بغبطة الفهد، يعلم الرفض
يمنع أسماء جديدة وتحت جفونه يتحفز نسر المستقبل
أسمر طالع من البحر لا تغويه أعياد الجثت، مليء بالعالم
مليء برياح تكنس الوباء، والنسمة الخالقة في رياحه تقسر
الحجر على الحب، على الرقص والحب
آلهة الرمل تنطرح على جباهها، والنبع يدفق العوسجة
ولا موت في البحر
ونأتي إلى بلادنا الأسيرة، حيث المصباح كنيسة
والنحلةُ راهبة) (١).
هذه هي مضامين الدعوة التموزية الأدونيسية المتداخلة في عمق النصرانية والساعية إلى أهدافها الممتثلة في التغريب والتنصير، وسيصفق البلهاء من أبناء المسلمين، ويدافعون عن ذلك، تحت هشاشة الدعوة التحديثية والتطويرية والانفتاح، والثقافة الإنسانية!!!.