للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكر بشري يعارضه، لا يُمكن أن يصمد لحجته أو يقاوم براهينه أو يقف أمام أدلته.

وإذا تأملنا كلام علاء حامد وجدناه لا يعدو أن يكون تجميعًا لشبهات وفلسفات غيره من الماديين الغربيين والماركسيين على وجه الخصوص، استحياها ونسبها لنفسه، وتقمصها ثم ألقاها مسخًا غريبًا شائهًا لا يقوم على ساق.

وكم حاول هو وأضرابه من ملاحدة الشرق تقليد أسيادهم الغربيين الذين كانت لهم في الفلسفات والتجريبيات جولة، ومع ذلك ما أغنت عنهم.

أمّا المقلدة من أبناء الشرق فإنهم خليون عن كل ذلك، فلا فلسفة يستندون إليها، ولا علوم تجريبية يستمدون منها، مع أنها لا تغني من الحق شيئًا، وإنّما دأبهم التهويش والتشويش، وترديد شعوذات المستشرقين، وتقليد ألفاظ المرتابين والشاكين، من غير حجة ولا برهان، فيخدعون أمثالهم مثلما انخدعوهم لشياطين الإنس والجن، وفرحوا بالأكاذيب فرح الجعل بالنتن يدفعه بأنفه!!.

نقرأ للمرتكس المنتكس علاء حامد كيف يجحد وجود ملك الموت من طريق السخرية والاستهزاء، فبعد أن نفى القدر، ذكر الموت في سياق تندر وهزء، فقال: (والموت صفحة مكتوبة لا تغيير فيها ولا تبديل، فمن أتى أجله يأتيه الموت ولو كان في بروج مشيدة من الصحة والعافية، بلا أسباب ظاهرة أو خفية، يأتيه عزرائيل (١) ويجمعهم حوله، ويلف ويدور، ثم يطعنه هذا الملعون طعنة نجلاء فإذا هو جثة هامدة ترفرف كالطير الذبيح فوق الأرض) (٢).

وليس ملك الموت -عليه السلام- ملعونًا، إنّما الملعون من ألحد


(١) لا يوجد في القرآن ولا في الأحاديث الصحيح تسمية ملك الموت باسم عزرائيل. انظر: البداية والنهاية ١/ ٥٠.
(٢) مسافة في عقل رجل: ص ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>