للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، بل بوجود به له، إذ ما كان ممكناً في حقه من صفات الكمال كان واجباً، فإنه لا يستفيد صفات الكمال من غيره بل هو مستحق لها بذاته فهي من لوازم ذاته" (١).

وقال أيضًا: "أن يقال كل عين من الأعيان تقبل الحياة فإن الله قادر على خلق الحياة وتوابعها في كل شيء" (٢).

المتن

قال المصنف رحمه الله: "الوجه السادس- أن يقال: هب أنه لا بد من العلم بالإمكان الخارجي، فإمكان الوصف للشيء يُعلم تارة بوجوده له، أو بوجوده لنظيره، أو بوجوده لما هو الشيء أَوْلَى بذلك منه".

الشرح

قال ابن تيمية: "والإنسان يعلم الإمكان الخارجي:

تارة بعلمه بوجود الشيء،

وتارة بعلمه بوجود نظيره،

وتارة تعلمه بوجود ما الشيء أولي بالوجود منه، فإن وجود الشيء دليل على أن ما هو دونه أولي بالإمكان منه، ثم إنه إذا تبين كون الشيء ممكناً فلا بد من بيان قدرة الرب عليه، وإلا فمجرد العلم بإمكانه لا يكفي في إمكان وقوعه، إن لم يعلم قدرة الرب علي ذلك.

ومن الأمثلة على ذلك:

قوله تعالى: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} [غافر الآية: ٥٧] فإنه من


(١) درء تعارض العقل والنقل ٤/ ٣٨ - ٤٢.
(٢) الصفدية ١/ ٨٨ - ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>