للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) (١).

وهذا الحديث أجمع علماء الإسلام في كل اختصاص على تلقيه بالقبول (٢).

وقيمة (النية) في الإسلام لا تعتمد على هذا الحديث وحده، وإنما تعتمد على نصوص وأحاديث كثيرة مستفيضة، تُعطي في مجموعها يقينًا جازمًا بأن الأعمال بالنيات، وأنَّ لكل امرئ ما نوى، ولو أخذنا كتابًا كـ «الترغيب والترهيب» للحافظ المنذري مثلًا لوجدناه يَذكر في فضل النية الصالحة أحد عشر حديثًا، وفي الترغيب في الإخلاص ثلاثة عشر حديثًا، وفي الترهيب من الرياء أكثر من ثلاثين.

فهذه المجموعة من الأحاديث وما شابهها- مع ما جاء في القرآن من آيات- هو السند اليقين لقيمة النية في الأعمال.

[الشرط الثاني: المتابعة]

[تعريف المتابعة]

معنى المتابعة: أن تكون عبادة المسلم تابعةً لِما جاء عن الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو تحقيق شهادة أنَّ محمدًا رسول الله، وهو طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أَخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألَّا يُعبد الله إلَّا بما شرع عليه الصَّلاة والسَّلام.

[الأدلة على وجوب هذا الشرط]

أوَّلًا: من القرآن:

قوله تعالى: {ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر الآية: ٧]، وقوله جل وعلا: {ومَا أَرْسَلنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ … } [النساء الآية: ٦٤]، وقوله سبحانه: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ … } [النساء الآية: ٨٠]، وقوله جل وعلا: {ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ولَا


(١) أخرجه البخاري (١)، ومسلم (١٩٠٧) من حديث عمر بن الخطاب ?، وقد تقدم.
(٢) انظر: «شرح الأربعين النووية» لابن دقيق العيد (ص ٢٤، ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>