ومثل هذا القول ينطبق على سائر أساليب وأنواع الإنشاء الأخرى من استفهام، وتمنٍّ، وغيرها.
وعدم احتمال الأسلوب الإنشائي للصدق والكذب إنما هو بالنظر إلى ذات الأسلوب بغض النظر عما يستلزمه.
وإلا فإنه يستلزم خبراً يحتمل الصدق والكذب؛ فقول القائل:(يا بني تعلم) يستلزم خبراً هو: أنا طالب منك التعلم، وقول القائل:(لا تتكلم) يستلزم خبراً هو: أنا طالب منك عدم التكلم، وهكذا …
ولكن ما تستلزمه الصيغة الإنشائية من الخبر ليس مقصوداً ولا منظوراً إليه.
إنما المقصود والمنظور إليه هو ذات الصيغة الإنشائية.
وبذلك يكون عدم احتمال الإنشاء للصدق والكذب إنما هو بالنظر إلى ذات الإنشاء" (١).
د- أقسام الإنشاء: ينقسم الإنشاء إلى قسمين: طلبي وغير الطلبي.
[القسم الأول: الإنشاء الطلبي]
وتعريفه هو: الذي يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب.
وأنواعه: هو خمسة أنواع:
أولًا: الأمر: وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام نحو قوله - تعالى -: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُوا)[آل عمران: ٢٠٠].
وللأمر أربع صيغ تنوب كل منها مناب الأخرى في طلب أي فعل من الأفعال على وجه الاستعلاء والإلزام، وهي:
أ - فعل الأمر: كما في المثال الماضي، وكما في قوله -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
(١) انظر البلاغة العربية ص ٦٦٥، وعلم المعاني ص ٧٤ - ٧٥.