للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في عام (٢٧٨) هـ، في عهد الخليفة العباسي المعتضد أحمد بن الموفق طلحة (١).

وقد ملك القرامطة الأحساء والبحرين وعمان وبلاد الشام وحاولوا ملك مصر ففشلوا، واستمرت دولتهم حتى سنة (٤٦٦) هـ حيث قضى عليها عبيد الله بن علي محمد عبد القيسي بمساعدة ملك شاه السلجوقي (٢).

وأما تسميتهم بالباطنية فلأنهم ادعوا أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن، تجري مجرى اللب من القشر، وكان ظاهرهم التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وحقيقتهم الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية.

[أصول معتقداتهم]

يمكن النظر لأصول معتقداهم بعدة اعتبارات.

الاعتبار الأول: الأصل الخرمي.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "ومن شر طوائف المجوس الذين لا يقرون بصانع ولا معاد ولا حلال ولا حرام، الخرمية أصحاب بابك الخرمي، وعلى مذهبهم طوائف القرامطة والإسماعيلية والنصيرية والدرزية، وسائر العبيدية الذين يسمون أنفسهم الفاطمية، وهم من أكفر الكفار، وهؤلاء لا يتقيدون بدين من ديانات العالم، ولا بشريعة من الشرائع. " (٣)

قال ابن تيمية: "وأنه بعد ذلك أواخر المائة الثانية وقبلها وبعدها اجتلبت كتب


(١) ((الكامل في التاريخ)) لـ/ ابن الأثير (٦/ ٣٦٣).
(٢) انظر ((وجاء دور المجوس)) (١/ ٧٠، ٧١) لـ/ عبد الله محمد الغريب. "علمًا بأن القضاء على القرامطة من الناحية العقائدية، فقد اختلطت بفرق باطنية كالنصيرية والدرزية ولا تزال بعض هذه الأفكار موجودة إلى الآن في بعض البلاد.
(٣) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم - ٢/ ٢٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>