قال المصنف رحمه الله تعالى:"وهكذا القول في المثل الثاني - وهو الروح التي فينا، فإنها قد وصفت بصفات ثبوتية وسلبية، وقد أخبرت النصوص أنها تَعرج وتَصعد من سماء إلى سماء، وأنها تُقبض من البدن، وتُسل منه كما تُسل الشعرة من العجين".
الشرح
يجدر الإشارة في شرح هذا النص إلى عدة أمور:
[الأمر الأول: معاني الروح والنفس في النصوص الشرعية.]
قال ابن قيم الجوزية "وَالروح فِي الْقُرْآن على عدَّة أوجه:
أَحدهَا: الْوَحْي كَقَوْلِه تَعَالَى {وَكَذَلِكَ أَوْحَينَا إِلَيْك روحا من أمرنَا} وَقَوله تَعَالَى {يلقِي الرّوح من أمره على من يَشَاء من عباده} وسمى الْوَحْي روحا لما يحصل بِهِ من حَيَاة الْقُلُوب والأرواح.
الثَّانِي: الْقُوَّة والثبات والنصرة الَّتِي يُؤَيّد بهَا من شَاءَ من عباده الْمُؤمنِينَ كَمَا قَالَ {أُولَئِكَ كتب فِي قُلُوبهم الْإِيمَان وأيدهم بِروح مِنْهُ}.
الثَّالِث: جِبْرِيل كَقَوْلِه تَعَالَى {نزل بِهِ الرّوح الْأمين على قَلْبك} [الشعراء الآية: ١٩٣ [وَقَالَ تَعَالَى: {من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله على قَلْبك} [البقرة الآية: ٩٧ [وَهُوَ روح الْقُدس قَالَ تَعَالَى: {قل نزله روح الْقُدس}[النحل الآية: ١٠٢].
الرَّابِع: الرّوح الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا الْيَهُود فأجيبوا بِأَنَّهَا من أَمر الله وَقد قيل أَنَّهَا الرّوح الْمَذْكُورَة فِي قَوْله تَعَالَى {يَوْم يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا لَا يَتَكَلَّمُونَ} [النبأ الآية: ٣٨ [