للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم)) (١).

وعن أبي موسى الأشعري ? قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل شَجاعة ويقاتل حَمِيَّة ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ قَاتَلَ لِتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)) (٢).

فهذه الأدلة تدلُّ على وجوب إخلاص النية في جميع العبادات.

[أهمية الإخلاص]

الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله إن كان عبادة محضة؛ كالصَّلاة والزكاة والصيام والحج والطواف وقراءة القرآن، وشرط لحصول الثواب إن كان غير ذلك؛ كالأكل والشرب والنوم والكسب ونحو ذلك.

وما أعظم مقام الإخلاص عند الله! وما أشقَّه على النفس! لذا جديرٌ بالمسلم أن يجاهد نفسه ويحاسبها في كلِّ قول وعمل، بل وفي كلِّ مقام ولحظة.

قال سهل بن عبد الله: «ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص؛ لأنَّه ليس لها فيه نصيب» (٣).

وقال يوسف بن الحسين الرازي: «أعزُّ شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، وكأنه يَنبت فيه على لون آخر» (٤).

فعمل القلب هو رُوح العبودية ولُبُّها، فإذا خلا عملُ الجوارح منه كان كالجسد


(١) أخرجه مسلم (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة ?.
(٢) أخرجه البخاري (٢٨١٠) ومسلم (١٩٠٤)، وهذا لفظ مسلم.
(٣) ذكره عنه ابنُ رجب في «جامع العلوم والحكم» (١/ ٨٤).
(٤) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>