للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولًا: تعريف الناس بربِّهم.

ثانيًا: تعريفهم بالطريق الذي يُوَصِّلهم إلى ربِّهم، أي: بعبادته وطاعته.

ثالثًا: بيان حالهم ومآلهم.

يعني: ما هو المآل؟ وما هي العاقبة التي تعود على الناس بإيمانهم واتِّباعهم الشرع المُنزل، فهذه هي وظيفة الرسل.

فدعوة الرُّسل- كما هو معلوم- تقوم على دعوة الناس للعبادة، فنوح وغيره من الأنبياء ممن ذكر الله تعالى في القرآن إنما أَمَروا أقوامهم بهذا الأمر: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف الآية: ٥٩].

فالعِبادة هي ما بُعث به الرسل، ولذلك كان بَعثُ الرسل من أَجْل هذا، قال سبحانه: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل الآية: ٣٦]، فدعوة الرسل قائمة على تحقيق العبادة لله عز وجل وحده.

ومعلوم أنَّ الحكمة والغاية مِنْ خلق الله عز وجل للجِنَّ والإنس هي عبادته وحده جل جلاله؛ قال الله عز وجل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات الآية: ٥٦]؛ لذلك بَيَّن لهم عن طريق الرسل والكتب ما يُحبه ويرضاه منهم ليَفعلوه، وما يُبغضه ليَجتنبوه.

والعبادة كذلك هي حقُّ الله على العبيد كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ: «أتدري ما حقُّ الله على العباد؟ وما حقُّ العباد على الله؟». قال معاذ: اللهُ ورسوله أعلمُ. قال: «حَقُّ الله على العباد: أن يَعبدوه ولا يشركوا به شيئًا» (١)، فمَن أراد أن يُحَقِّق العبادة عليه أن يقوم بحقِّ الله عز وجل عليه من فِعل الأوامر واجتناب النواهي؛ مخلصًا في ذلك عمله لوجه الله؛ قال جل وعلا: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} [البينة الآية: ٥].

والعبادة هي الصلة بين العبد وبين الله عز وجل فعلاقة العبد بربِّه لا تكون إلا من


(١) أخرجه البخاري (٢٨٥٦) ومسلم (٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>