والحديث ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا: فيه هلال بن عبد الله مولى ربيعة، قال البخاري منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو معروف بهذا الحديث، وليس بالمحفوظ. وقال العُقَيْلي: «لا يتابع عليه»، وقال البيهقي «شعب الإيمان (٥/ ٤٤٣) «تَفَرَّدَ بِهِ هِلَالٌ أَبُو هَاشِمٍ مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاق» اهـ، وقال الحافظ ابن حجر «متروك»، وأيضا فيه الحارث الأعور كَذَّبَهُ الشَّعْبِيُّ وَابْنُ الْمَدِيَنِيِّ، وقد ضعف الحديث الإمام الألباني رحمه الله. وجاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ عَنِ الْحَجِّ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ، أَوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ، أَوْ مَرَضٌ حَابِسٌ فَمَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا، وَإِنْ شَاءَ نَصْرَانِيًّا» رواه الدارمي في «سننه» (٢/ ١١٢٢)، وأبو يعلى في «مسنده» (١/ ١٩٦)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٥/ ٤٤٣). وهذا حديث ضعيف: فيه لَيْثٌ ابن أبي سليم ضعِيف، وشريك سيءُ الحفظ، وعبد الرحمن لم يسمع من أبي أمامة وهو كثير الإرسال. قال الحافظ الذهبي رحمه الله في «ميزان الاعتدال» (٣/ ١٦٩): «هذا منكر عن شريك». اهـ وقال ابن عدي رحمه الله في «الكامل» (٦/ ١٣٨): «وهذان الحديثان عَنْ أبي هلال وشَرِيك، غير محفوظين». اهـ وقال العراقي رحمه الله في «تحفة التحصيل» (ص: ١٩٧): «عبد الرَّحْمَن بن سابط عَنْ أبي بكر الصّديق قَالَ أَبُو زرْعَة مُرْسل وَعَنْ سعد بن أبي وَقاص وَأبي أمامة وَجَابِر، قَالَ ابْن معِين هُوَ مُرْسل لم يسمع مِنْهُم، قَالَ العلائي أرسل عَنْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَنْ أبي بكر ومعاذ وَجَمَاعَة من الصَّحَابَة كثيرا قَالَه فِي التَّهْذِيب وَأثبت لَهُ ابْن أبي حَاتِم السماع من جَابر» اهـ وهو هنا عن أبي أمامة رضي الله عنه. وقد جاء مرسلا: رواه الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله في «مصنفه «(٣/ ٣٠٥) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ مرسلا: فقال: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك أخرجه الإمام الخلال رحمه الله في «السنة» (٥/ ٤٦): فقال: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ عن رسوله الله صلى الله وسلم. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «التلخيص الحبير» (٢/ ٤٨٦): «لَيْثٌ ضَعِيفٌ، وَشَرِيكٌ سيء الْحِفْظِ، وَقَدْ خَالَفَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَأَرْسَلَهُ، رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ لَهُ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ ابْنِ سَابِطٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ مَرَضٌ حَابِسٌ أَوْ سُلْطَانٌ ظَالِمٌ أَوْ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ … » فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا، وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ لَيْثٍ مُرْسَلًا» اهـ. فالحديث ضعيف مرفوعًا فيه عدة علل لا يصلح بعضها شواهد ومتابعات لبعض.