للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد بين شيخ الإسلام أن المرجئة فيما أثبتوه من إيمان أهل الذنوب، والرحمة لهم أحسنوا، لكن إنما أصل إساءتهم من جهة ما نفوه من دخول الأعمال في الإيمان وعقوبات أهل الكبائر (١).

فالمرجئة مع قولهم بأن الله فرض الصلوات الخمس وغيرها من شرائع الإسلام، وحرم الفواحش (٢)، إلا أن قولهم بالإرجاء يضعف الإيمان بالوعيد، ويهون أمر الفرائض والمحارم (٣)).

وأما قول المصنف: "وأما في الصفات والقدر، والوعد والوعيد، فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة".

بين المصنف أن مذهب الكرامية أقرب إلى الحق من مذهب المعطلة؛ لأنهم وافقوا أهل الإثبات وأهل السنة في إثبات موجود قائم بنفسه، وإن كانوا أخطؤوا في مسائل، فإن شيخ الإسلام لم يصوب مذهب الكرامية بل بين أنهم أقرب إلى الحق من المعطلة، حيث إنهم أثبتوا موجوداً قائماً بنفسه، والمعطلة لم يثبتوا شيئاً.

ويبين رحمه الله أن ما يحمدون عليه أحد أمرين:

إما موافقة أهل السنة.

وإما الرد على المبتدعة.

فقال: "وكذلك متكلمة أهل الإثبات، مثل الكلابية، والكرامية، والأشعرية، إنما قبلوا واتبعوا واستحمدوا إلى عموم الأمة، بما أثبتوه من أصول الإيمان، من إثبات


(١) مجموع الفتاوى: ٢٠/ ١١١.
(٢) مجموع الفتاوى: ١٧/ ١٠٥.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٨/ ١٠٥)؛ ومجموع الفتاوى (٣/ ١٠٢)؛ و ((درء التعارض)) (٨/ ٢٣)؛ و ((جامع المسائل)) (٥/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>