للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستواء صفة للمخلوق لا للخالق (١).

النوع الثاني: تحريف المعنى:

وتعريفه: هو صرف اللفظ عن معناه الصحيح إلى غيره مع بقاء صورة اللفظ (٢). أو نقول: تعريفه: هو العدول بالمعنى عن وجهه وحقيقته، وإعطاء اللفظ معنى لفظ آخر بقدر ما مشترك بينهما.

وهذا النوع هو الذي جال فيه أهل الكلام من المعطلة وصالوا وتوسعوا وسموه تأويلاً، وهو اصطلاح فاسد حادث لم يعهد به استعمال في اللغة (٣).

ومن أمثلة تحريف المعنى:

كقول المعطلة في معنى استوى: استولى في قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٤).

وفي معنى اليد في قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان} (٥) النعمة والقدرة.

وفي معنى المجيء في قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} (٦) وجاء أمر ربك.

وقد ذكر الله التحريف وذمه حيث ذكره، وهو مأخوذ في الأصل عن اليهود، فهم الراسخون فيه، وهم شيوخ المحرفين وسلفهم، فإنهم حرفوا كثيرًا من ألفاظ التوراة وما غلبوا عن تحريف لفظه حرفوا معناه، ولهذا وصفوا بالتحريف في القرآن دون غيرهم من الأمم.


(١) الصواعق المرسلة ١/ ٢١٨
(٢) الصواعق المنزلة ١/ ٢٠١
(٣) مختصر الصواعق ٢/ ١٤٧
(٤) الآية ٥ من سورة طه
(٥) الآية ٦٤ من سورة المائدة
(٦) الآية ٢٢ من سورة الفجر

<<  <  ج: ص:  >  >>