للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِأَنَّ اللَّاجِئَ يَمِيلُ إِلَيْهِ" (١).

فالإلحاد مأخوذ من المَيل، كما يدل عليه مادته (ل- ح- د)؛ فمنه: اللحد، وهو الشَّق في جانب القبر الذي قد مال عن الوَسط.

ومنه المُلحد في الدين: المائل عن الحقِّ إلى الباطل؛ قال ابن السِّكِّيت: «الملحد: المائل عن الحقِّ المُدخِلُ فيه ما ليس فيه (٢).

وعلى هذا فلفظ الإلحاد في اللغة يعني الميل والعدول عن الاستقامة أو عن الدين أو عن طريق الحق والمنهج الصحيح، وهو معناه في كتاب الله تعالى.

الإلحاد شرعًا:

المعنى الشرعي للفظ الإلحاد لا يخرج عن معناه اللغوي،

وقد رد لفظ (إلحاد) في كتاب الله تعالى في سورة الحج [آية: ٢٥] قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}.

وورد منه الفعل المضارع (يلحدون) كما في قوله تعالى: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} [النحل- ١٠٣].

قال الطبري رحمه الله: «الإلحاد في الدين وهو المعاندة بالعدول عنه والترك له" (٣).

وقال الراغب الأصفهاني: «أَلْحَدَ فلانٌ: مال عن الحقّ، والْإِلْحَادُ ضربان: إلحاد إلى الشّرك بالله، وإلحاد إلى الشّرك بالأسباب.

فالأوّل ينافي الإيمان ويبطله، والثاني: يوهن عُراهُ ولا يبطله، ومن هذا النحو قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٢٥]، وقوله: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ} [الأعراف: ١٨٠]، والْإِلْحَادُ في أسمائه على وجهين:


(١) انظر: مقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ٢٣٦).
(٢) «بدائع الفوائد» (١/ ١٦٩).
(٣) انظر: تفسير الطبري (١٧/ ٦٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>