للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ينافي العلمية؛ بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميتهم؛ لأن أوصافهم مشتركة، فَنَافَتْها العلمية المختصة، بخلاف أوصاف الله تعالى)) (١).

وقال رحمه الله: ((أسماء الرب تعالى، وأسماء كتابه، وأسماء نبيه صلى الله عليه وسلم: هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف، فلا تضاد فيها العلميةُ الوصفَ بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين، فهو الله الخالق البارئ المصوِّر القهَّار؛ فهذه أسماء له دالة على معان هي صفاته … )) (٢).

قال شيخ الإسلام: «أسماء الله الحسنى هي التي وردت في الكتاب والسنة والتي يُدعى بها، والتي تقتضي المدح والثناء بنفسها» (٣).

وقوله: "تقتضي المدح والثناء بنفسها"، أي: أن أسماءه كلها حسنى، وكلمة (حسنى) تصريفها: حُسنَى على وزن "فُعلَى" تأنيث أفعل التفضيل، فحسنى تأنيث أحسن، ككبرى تأنيث (أكبر)، وصغرى تأنيث أصغر، ولذلك يخطئ من يقول: إنها تأنيث (حسن)، لأن تأنيث (حسن) (حسنة)، ومن أجل ذلك لا يصح أن نقول: إن أسماء الله حسنة، والصَّواب هو أن نقول: إن أسماء الله حسنى كما وصفها الله بذلك.

ومعنى حسنى: المفضلة على الحسنة، أي: البالغة في الحسن غايته.

والمعنى العام للآية: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}: لله أحسن الأسماء وأجلها لإنبائها عن أحسن المعاني وأشرفها.

وقد ورد ذكر الأسماء الحسنى في القرآن في أربعة مواضع:

- قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠].


(١) بدائع الفوائد ١/ ١٦٢.
(٢) جلاء الأفهام ص ١٣٣، ١٣٤.
(٣) انظر: شرح العقيدة الأصفهانية لابن تيمية (ص: ٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>