للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذاته. (١)

فالمعتزلة يرون امتناع قيام الصفات به، لاعتقادهم أن الصفات أعراض، وأن قيام العرض به يقتضي حدوثه فقالوا حينئذ إن القرآن مخلوق، وإنه ليس لله مشيئة قائمة به، ولا حب ولا بغض ونحو ذلك.

وردوا جميع ما يضاف إلى الله إلى إضافة خلق، أو إضافة وصف من غير قيام معنى به. (٢)

فالمعتزلة ومن وافقهم زعموا أن الصفة هي مجرد قول الواصف (٣)، فزعموا أن إضافة الصفات هي إضافة وصف من غير قيام معنى به (٤) وهذا باطل، فإن حقيقة الصفة هي ما قام بالموصوف، فإن كل موصوف لا يوصف إلا بما قام به لا بما هو مباين له (٥).

الأمر الثاني: الرد على المعتزلة عمومًا في نفيهم لصفات الله.

يجب الوقوف في هذا الباب على ما جاءت به نصوص الكتاب والسنة الصحيحة، فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته

قال الإمام أحمد: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يُتَجاوز القرآن والحديث" (٦)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله


(١) -المعتزلة وأصولهم الخمسة ص ١٠٠.
(٢) -مجموع الفتاوى ٦/ ١٤٧، ١٤٨، ٣٥٩.
(٣) - انظر مجموع الفتاوى ٦/ ٣١٨، ٣٤١
(٤) - انظر مجموع الفتاوى ٦/ ١٤٧، ١٤٨
(٥) - انظر مجموع الفتاوى ٦/ ٣١٨.
(٦) - مجموع الفتاوى ٥/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>