للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والطبيعية، وكل فاضل لا يعلم أن كلام أرسطو وأمثاله في الإلهيات قليل نزر جدا. قليل الفائدة مع أنه لا يوصل إليه إلا بتعب كثير مع أنه يقول: هذا غاية فلسفتنا ونهاية حكمتنا. وهو كما قيل: لحم جمل غث على رأس جبل وعر لاسهل فيرتقي ولا سمين فينتقل" (١).

وقد أقر أرسطو نفسه بصعوبة تعريف النفس فقال في كتابه "النفس" "غير أن الحصول على معرفة وثيقة عن النفس أمر على الإطلاق ومن كل وجه شديد الصعوبة" (٢)، وليته صدق أكثر فقال مستحيل على العقل البشري ولكنه يقدس عقله فلم يعترف بقصوره الفطري.

ونظرية أرسطو في تعريف النفس تقوم على التفريق بين المادة (الهيولى) (٣) (والصورة) (٤) أو (القوة) و (الفعل) (٥).


(١) درء تعارض العقل والنقل ٨/ ٢٣٣ - ٢٣٤.
(٢) كتاب النفس لأرسطو ص ٤.
(٣) الهيولى: لفظ يوناني يعني الأصل وهي مرادفة للمادة وفي الاصطلاح هي: جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال، ومحل للصورتين الجسمية والنوعية. انظر: التعريفات للجرجاني. ص ٣٢١.
وباختصار: فإن الهيولى المطلقة أننا لو جردنا ذهنيا جميع الموجودات الطبيعية من صورها وكيفياتها فالحاصل الذي يبقى بعد رفع صور المائية والهوائية والترابية والنارية والذي لا طبيعة له سوى اللا تعيين يسمى الهيولى فهي استعداد عام لقبول أية صورة؛ أما الهيولى الخاصة فمثل الخشب بالنسبة للمنضدة، لإن المنضدة تتكون من صورة المنضدة، ومن هيولى هي الخشب. انظر. د. مريم الحربي. النفس والروح عند الفلاسفة. ج. ١. ص ١٧٤.
(٤) الصورة: فكرة الصورة في علم الطبيعة يسميها أرسطو باسم الكال والكلمة من حيث اشتقاقها في اليونانية تدل على الغاية إذ معناها بالتفصيل: ما يكون حاصلا على الغاية أي ما يكون حاصلا على الصورة والصورة هي الكمال بمعنى أنها غاية الحركة وعلى هذا يجب أن يكون الموضوع النهائي للحركة هو الذي يتمثل فيه الكمال بمعني حصوله على الصورة إلى أعلى درجة. وأما في عالم ما بعد الطبيعة فالصورة المطلوب الوصول إليها هي ماهية الأشياء الحقيقية، ثم الصورة النهائية لكل هذه الماهيات أو صورة الصور وهي الله. انظر: د. عبد الرحمن بدوي. موسوعة الفلسفة. ج. ١. ص ١٣٠.
(٥) هذه الطريقة سماها د. محمد البهي في كتابه: الجانب الإلهي فكرة التطور انظر: ص. ١٣٠. القاهرة. دار الكاتب العربي. عام ١٩٦٧
وسماها د. عبد الرحمن بدوي في موسوعة الفلسفة طريقة التصاعد. انظر ج/ ١. ص. ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>