للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك أن يكون ظاهره استواء كاستواء المخلوق، ولا حبًّا كحبه، ولا رضًا كرضاه".

أي أن السلف مع نفيهم لتمثيل صفات الخالق بصفات المخلوق، لم يمنعهم هذا النفي للماثلة من إثبات تلك الصفات إثبات وجود على ما يليق بالخالق عز وجل دون تفريق بين نوع ونوع من الصفات.

وتنقسم الصفات الثُّبوتية من جهة تعلُّقِها بالله إلى قسمين (١):

القسم الأول: الصفات الذَّاتية.

القسم الثاني: الصِّفات الفعلية.

وكِلا النوعين يجتمعان في أنَّهما صفات له تعالى أزلًا وأبدًا، لم يزل متصفًا بهما ماضيًا ومستقبلًا لائقان بجلال ربِّ العالمين (٢).

أمَّا القسم الأول: الصفات الذَّاتية وضابطها: هي التي لا تنفكُّ عن الذَّات (٣). أو: التي لم يَزل-ولا يزال-الله متصفًا بها. أو: الملازمة لذات الله تعالى (٤).

ومنها: (الوجه-اليدين-العينين (٥) -الأصابع-القَدَم-العِلم-الحياة-القدرة-العزة-الحكمة).

وأعطى لها المصنف مثالًا هنا بصفات الحياة والعلم والقدرة فقال: اتفقوا على أنه حي حقيقة، عالم حقيقة، قادر حقيقة".

القسم الثاني: الصفات الفعلية، وضابطها: هي التي تنفكُّ عن الذَّات. أو: التي


(١) انظر: «الكواشف الجلية» (ص ٤٢٩).
(٢) شرح العقيدة الطحاوية» (١٢٧).
(٣) «الكواشف الجلية» (٤٢٩).
(٤) «التعريفات» للجرجاني (ص ١٣٣).
(٥) «مجموع الفتاوى» (٦/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>