للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من رأيت، فإذا هو على سطح، فسلمنا فرد علينا السلام وقال لنا: استووا فبقينا متحيرين ولم ندر ما قال؟ فقال لنا أعرابي إلى جنبه: إنه أمركم أن ترتفعوا، قال الخليل: هو من قول الله عز وجل: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَان} فصعدنا إليه" (١).

وقال ابن القيم: "إن ظاهر الاستواء وحقيقته هو العلو والارتفاع كما نص عليه جميع أهل اللغة والتفسير المقبول" (٢).

وقال أبو عمر ابن عبد البر: " والاستواء معلوم في اللغة ومفهوم، وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه. قال أبو عبيدة في قوله تعالى {اسْتَوَى} قال: وتقول العرب استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت، وقال غيره: استوى: أي انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد" (٣).

ولما كان هذا هو معنى الاستواء في لغة العرب فقد تكلم السلف والمفسرون بهذا المعنى عند تفسير هذه الآية، فقد روي عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْش} قال: علا على العرش (٤).

وقد روى ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن أبي العالية في تفسير الآية السابقة الذكر قال: ارتفع (٥).

وقد روي عن الحسن البصري والربيع بن أنس مثله (٦).

وقد روى اللالكائي بسنده عن بشر بن عمر قال: "سمعت غير واحد من


(١) التمهيد (٧/ ١٣١ - ١٣٢).
(٢) انظر مختصر الصواعق (٢/ ١٤٥).
(٣) التمهيد (٧/ ١٣١).
(٤) انظر فتح الباري (١٣/ ٤٠٣).
(٥) مجموع الفتاوى (٥/ ٥١٩).
(٦) مجموع الفتاوى (٥/ ٥١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>