للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العِلْمَ بِالْكِتَابِ» (١).

وكما روي عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال:

العِلمُ صَيدٌ والكِتابةُ قَيدُهُ … قَيِّدْ صيودكَ بالحِبالِ الواثِقَه

فَمِنْ الحَماقَةِ أَنْ تَصيدَ غَزالَةً … وتَرُدَّها بَينَ الخَلائقِ طالِقه

وكما قال الخليل بن أحمد: «ما سمعت شيئًا إلا كتبتُه، ولا كتبت شيئًا إلا حفظته، ولا حفظت شيئًا إلا انتفعتُ به» (٢).

خامسًا: السعي لتعليمه، فإذا أرادت طالب العلم أن يبقى ما تعَلَّمه، فعليه أن يبذله، كما قال عليٌّ رضي الله عنه: «العلم يزكو على الإنفاق» (٣).

فالشيخ والمُعَلِّم هو الطالب الأول، وهو أول مُستفيد من العلم الذي يشرحه ويَنشره.

ومن نظر إلى من اشتغل عن العلم بوظيفة ودنيا يرى أنه ينسى العلم سريعًا، ويرجع إلى الحال التي كان عليها قبل الطلب.

سادسًا: العمل به، كما قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: «هتف العلم بالعمل؛ فإن أجابه، وإلَّا ارتحل» (٤).

فإذا حرص طالب العلم على تطبيقه والعمل به، فهذا أدعى لبقائه؛ فقدر العلم ومنزلته وطلبه يرتقي بهها المرتبة.


(١) أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (١١/ ٢٣٤)، وصححه الألباني في «الصحيحة» (٢٠٢٦).
(٢) أخرجه الخطيب البغدادي في «تقييد العلم» (ص ١١٤).
(٣) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (١/ ٨٠)، والخطيبُ البغدادي في «الفقيه والمتفقه» (١/ ١٨٢ - ١٨٣) برقم (١٧٦)، والمزي في «تهذيب الكمال» (٢٤/ ٢٢٠).
(٤) «اقتضاء العلم العمل» (ص ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>