للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن كلا من الشمس والقمر في داخل السماء وأن السماء تحويهما.

المثال الثاني: "كون الشيء في المكان". يقتضي ظرفية المكان للشيء، أي أنه قد يتسع لغيره.

المثال الثالث: "وكون الجسم في الحَيِّز". يقتضي ظرفية الحيز للجسم مع شغل الجسم لكل ذلك المقدار من المكان، فالحيز ما شغله الجسم من الفراغ، وعلى هذا فالحيز لا يسع غير الجسم المتحيز فيه.

المثال الرابع: "وكون العَرَض في الجسم". يقتضي الاتصال والظرفية، بمعنى أنه قائم به.

المثال الخامس: "وكون الوجه في المرآة". لا يقتضي الظرفية، أي أن الذي يشاهد في المرآة هو الصورة أي: صورته.

المثال السادس: "وكون الكلام في الورق". لا يقتضي الظرفية، وإنما المداد بشكله المعين.

إذن فلكل نوع من هذه الأنواع خاصية يتميز بها عن غيره" (١)

فقال المصنف: "فإن لكل نوع من هذه الأنواع خاصية يتميز بها عن غيره، وإن كان حرف «في» مستعملا في ذلك كله".

حرف "في": حرف جر يدل على الظرفية. (٢) ولها معانٍ أخرى (٣)، والأصل فيها


(١) انظر: التحفة المهدية شرح العقيدة التدمرية ١/ ١٧٥.
(٢) الظرف: اسم منصوب، يقع الحدَث فيه، فيكون كالوعاء له؛ ثم إن دلّ على زمان، سُمّي: [ظرف زمان]، أو على مكان، سُمّي: [ظرف مكان].
(٣) (في) لها ستةُ مَعَانٍ:
١ - الظرفية حقيقيةً مكانيَّةً أو زمانيةً، وهو المعنى الرئيس لها، نحو: (فِي أَدْنَى الأرْضِ)، ونحو: (في بِضْعِ سِنِينَ). أو مجازية، نحو: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ).
٢ - السّبية، نحو: (لَمَسَّكُمْ فيِمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
٣ - المُصاحبة، نحو: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ).
٤ - الاستعلاءُ، نحو: (لأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)] سورة طه: ٧١]،.
٥ - المُقَايَسَة، نحو: (فَمَا مَتَاعُ الْحَياَةِ الدُّنْيَا فيِ الآخِرَةِ إلاّ قَليِلٌ).
٦ - بمعنى الباء نحو: (بَصِيرُونَ فِي طَعْنِ الأبَاهِرِ وَالكُلَى).

<<  <  ج: ص:  >  >>