فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس، فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن). فهذه الجنة، سقفها الذي هو العرش فوق الأفلاك، مع أن الجنة في السماء، والسماء يراد به العلو، سواء كان فوق الأفلاك أو تحتها، قال تعالى:{فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إلى السَّمَاءِ}[الحج الآية: ١٥]، وقال تعالى:{وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان الآية: ٤٨ [".
يشير به هنا إلى المعنى الآخر من معاني الآية كما أسلفنا وهو أن تكون في بمعنى على والسماء المقصود بها العلو.
وأعطى لذلك مثالين:
المثال الأول:(العرش) في قوله: "فلو قال قائل العرش في السماء أم في الأرض؟ لقيل: في السماء".
المثال الثاني:(الجنة) في قوله: "ولو قيل: الجنة في السماء أم في الأرض؟ لقيل: الجنة في السماء".
فمعنى (في) هنا بمعنى علا، وعلى هذا المعنى "لا يلزم من ذلك أن يكون العرش داخل السموات، بل ولا الجنة".
واستدل المصنف على أن السماء هنا يراد بها العلو بأدلة منها:
الدليل الأول: "ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس، فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وسقفها عرش الرحمن). فهذه الجنة، سقفها الذي هو العرش فوق الأفلاك، مع أن الجنة في السماء، والسماء يراد به العلو، سواء كان فوق الأفلاك أو تحتها.
فالعرش هو أعلى المخلوقات، وأعظمها، وسقفها، وهو كالقبة على العالم وما