للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[آل عمران الآية: ١٣٧]، وكما قال: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} [التوبة الآية: ٢]، ويقال: فلان في الجبل، وفي السطح. وإن كان على أعلى شيء فيه".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله": السلف، والأئمة، وسائر علماء السنَّة إذا قالوا: " إنه فوق العرش "، و " إنه في السماء فوق كل شيء ": لا يقولون إن هناك شيئاً يحويه، أو يحصره، أو يكون محلاًّ له، أو ظرفاً، ووعاءً، سبحانه وتعالى عن ذلك، بل هو فوق كل شيء، وهو مستغنٍ عن كل شيءٍ، وكل شيءٍ مفتقرٌ إليه، وهو عالٍ على كل شيءٍ، وهو الحامل للعرش، ولحملة العرش، بقوته، وقدرته، وكل مخلوق مفتقرٌ إليه، وهو غنيٌّ عن العرش، وعن كل مخلوق.

وما في الكتاب والسنة من قوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ {ونحو ذلك: قد يَفهم منه بعضُهم أن "السماء" هي نفس المخلوق العالي العرش فما دونه، فيقولون: قوله: {فِي السَّمَاءِ {بمعنى: "على السماء"، كما قال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [سورة طه: ٧١]، أي: على جذوع النخل، وكما قال: {فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ} [آل عمران الآية: ١٣٧]، أي: على الأرض.

ولا حاجة إلى هذا، بل " السماء " اسم جنس للعالي، لا يخص شيئاً، فقوله: {فِي السَّمَاءِ {أي: في العلو دون السفل.

وهو العلي الأعلى فله أعلى العلو، وهو ما فوق العرش، وليس هناك غيره، العلي الأعلى، سبحانه وتعالى" (١)


(١) "مجموع الفتاوى" (١٦/ ١٠٠، ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>