للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحد، ولكن هناك تفاوت وتفاضل؛ فشتان بين نور الشمس ونور السِّراج (١).

فالأسماء التي تُطلق على الله وعلى العباد هي من الألفاظ المتواطئة التواطؤ المشُكك؛ فالحق فيها هو أن يقال: إنه بالنسبة للأسماء والصفات التي تُطلق على الله وعلى العباد؛ كـ (الحي، والسميع، والبصير، والعليم، والقدير، والحياة، والسمع، والبصر، والعلم) ونحوها هي حقيقة في الرب وحقيقة في العبد.

ولكن للرب تعالى منها ما يليق بجلاله.

وللعبد منها ما يَليق به.

وعليه فإن النظر لأسماء الله وصفاته لا يخلو من حالين:

الحال الأول: باعتبار دلالتها على ذاته عز وجل. فهي بهذا الاعتبار تكون من نوع الألفاظ المترادفة.

قال ابن تيمية: "فأسماؤه كلها مُتَّفقة في الدلالة على نفسه المقدسة" (٢).

الحال الثاني: باعتبار ما تضمنه كل اسم أو صفة من معنى

قال ابن تيمية: "ثم كلُّ اسم يدل على معنى مِنْ صفاته ليس هو المعنى الذي دل على الاسم الآخر" (٣).

ومن الأمثلة على ذلك:

فـ (العزيز) يدل على نفسه مع عِزَّته.

و (الخالق) يدل على نفسه مع خلقه.

و (الرَّحيم) يدل على نفسه مع رحمتها.


(١) «التحفة المهدية» (ص ٢٠٩) بتصرف.
(٢) «الإيمان» (ص ١٧٥)، ط: المكتب الإسلامي.
(٣) «الإيمان» (ص ١٧٥)، ط: المكتب الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>