وقال رحمه الله: ((أسماء الرب تعالى، أسماء كتبه، وأسماء نبيه صلى الله عليه وسلم هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف، فلا تضاد فيها العلميةُ الوصفَ بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين، فهو الله الخالق البارئ المصوذِر القهَّار؛ فهذه أسماء له دالة على معان هي صفاته … )) (١).
وضرب المصنف عدة أمثلة لهذا النوع من الألفاظ التي ينطبق عليها أنها تكون مترادفة باعتبار دلالتها على الذات، وقد سبق تعريف المترادف بأنه ما اختلف لفظه واتَّحد معناه ومن ذلك:
المثال الأول: قول المصنف: "وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والعاقب".
كما ورد في الحديث: عن جبير بن مطعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لي خمسة أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب (٢). (٣)
فهذه الأسماء الخمسة هي أسماء لذات واحدة وهو شخص النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن معنى كل اسم يختلف عن الاسم الآخر، وبالتالي تكون هنا مترادفة أي أن الألفاظ مختلفة والمدلول واخد.
المثال الثاني: قول المصنف: "وكذلك أسماء القرآن مثل القرآن، والفرقان، والهدى، والنور، والتنزيل، والشفاء، وغير ذلك".
فالقرآن تعددت أسماؤه ولكل واحد من هذه الأسماء معناه المختص به ولكنها
(١) جلاء الأفهام ص ١٣٣، ١٣٤.
(٢) العاقب: وهو الذي يَخْلُفُ من كان قبله في الخَيْرِ، وهو قد عقب الأنبياء، وكان آخرهم عليهم الصلاة والسلام.
(٣) صحيح البخاري: ٤٨٩٦، وصحيح مسلم: ٢٣٥٤.