(والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا)
(فاصدع بأمرك ما عليك فضاضة ... وابشر وقر بذاك منك عيونا)
(ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... ولقد صدقت وكنت ثم أمينا)
(وعرضت دينا لا محالة أنه ... من خير أديان البرية دينا)
(لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا)
قوله سرها السر لب كل شيء ومحض النسب أفضله والصميم الخالص والأروم بالفتح ويضم الأصل قاله في القاموس، وقوله فاصدع أي اجهر بالشيء الذي أمرت بتبليغه والغضاضة بفتح الغين وضادين معجمات الذلة، وابشر بحذف الهمز للضرورة وأصله القطع نحو وأبشروا بالجنة، وقر إلخ .. من قرت عينه، سكنت وبردت، وعيونا تمييز ولغة نجد كسر القاف وبهما قرئ وقرى عينا ودعوتني طلبت مني الدخول في دينك، ولا محالة بفتح الميم لا حيلة، أو دفع، والسبة بضم السين العار، وقال أبو طالب لما رأى تمالؤ قريش عليهم:
(ولما رأيت القوم لاودَّ فيهم ... وقد قطعوا كلَّ العُرى والوسائل)
(وقد جاهرونا بالعداوة والأذى ... وقد طاوعوا أمر العدوِّ المزائل)
(وقد حالفوا قوماً علينا أظنّةً ... يعضون غيظاً خلفنا بالأنامل)
(صبرت لهم نفسي بسمراء سمحةٍ ... وأبيضٍ غضب من تراث المقاول)
(وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي ... وأمسكت من أثوابه بالوصائل)
(قياماً معاً مستقبلين رتاجه ... لدى حيث يقضي حلفه كلَّ نافل)
(وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم ... بمفض السيول من أساف ونائل)
(موسمة الأعضاد أو قصراتها ... مخيمة بين السديس وبازل)
(ترى الودْعَ فيها والرخامَ وزينةً ... بأعناقها معقودةً كالعثاكل)
(أعوذ برب الناس من كلّ طاعن .... علينا بسوء أو ملح بباطل)
(ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة .... ومن ملحق في الدين مالم نحاول)
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه ... وراق لبر في حراءَ ونازل))
(وبالبيت حق البيت من بطن مكةٍ ... وبالله إن الله ليس بغافل)
وبالحجر المسودّ إذ يمسحونه ... إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل))
(وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة ... على قدميه حافياً غير ناعل)