تعالى:{فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ}[الحديد: ١٦] قال الخازن أي الزمان، ونحوه للنسفي والشعب بالكسر الطريق فى الجبل أو ما انفرج بين الجبلين يعنى أن زمن حصار قريش لبنى هاشم يزيد على سنتين ولا يبلغ ثلاث سنين على ما للناظم والذى فى المواهب وشرحها أنهم قاموا على حصاره سنتين أو ثلاثا على ما قاله ابن إسحاق، قال الزرقاني وأو يحتمل الشك والإشارة إلى قول وجزم موسى بن عقبة بأن مدته ثلاث سنين وقال ابن سعد إنها سنتان اهـ.
(وعندما انقضى الحصار عمره ... تسعا وأربعين كان قدره)
يعني أن عمره صلى الله عليه وسلم وقت خروجهم من الشعب الذى كانوا فيه زمن الحصار تسع وأربعون سنة وفى الاستيعاب خرجوا من الشعب فى أول سنة خمسين وتوفى أبو طالب بعد خروجهم بستة أشهر انتهى.
وفي المواهب وكان ذلك يعنى انقضاء الحصار فى السنة العاشرة قال الزرقاني من النبوءة بناء على ما صدر به فيما مر أن إقامتهم بالشعب ثلاث سنين، أما على قول ابن سعد سنتين فيكون فى التاسعة والله أعلم أهـ كلامه.
وفي المواهب ولما أتت عليه صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما مات عمه أبو طالب وقيل مات فى شوال من السنة العاشرة انتهى.
وقوله مات عمه أبو طالب أي بعد خروجهم من الشعب فى ثانى عشر رمضان سنة عشر من النبوءة وقوله وقيل مات أي بعد ذلك بقليل فى شوال فقوله من السنة العاشرة متعلق بكل من القولين. وفي سيرة الحلبي أنه مات فى السنة العاشرة بعد خروجهم من الشعب بثمانية أشهر وعشرين يوما انظر الزرقاني ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات عمه أبو طالب وخديجة رضي الله عنها خرج إلى الطائف يلتمس النصر من ثقيف لما ناله من قريش بعد موت عمه أبى طالب وكان معه زايد بن حارثة فأقام به شهرا ولابن سعد عشرة أيام وجمع بأن