العشرة فى نفس الطائف والعشرين فيما حولها يدعو أشراف ثقيف إلى الله، فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم منه فقالوا يا محمد اخرج من بلدنا والحق بمحابك من أرضك وأغرو به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه والعياذ بالله تعالى، وقعدوا صفين على طريقه فلما مر بين صفيهم جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى اختضبت نعلاه بالدماء وكان صلى الله عليه وسلم إذا أزلقته بمعجمة وقاف أي آلمته الحجارة قعد فيأخذون بعضديه فيقيمونه لئلا يخف تعبه وليتمكنوا من رميه فى المراق والمفاصل لأن ألمها أشد فإذا مشى رجموه وهم يضحكون وزيد بن حاثة يقيه بنفسه حتى شج زيد شجاجا فى رأسه وفى الصحيحين أن عائشة قال له صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم أشد من أحد؟ قال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسى على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبنى إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق ما أنا فيه إلا وأنا بقرن الثعالب فعرفت نفسى وإذا أنا بسحابة قد أظلتنى فنظرت إليها فإذا فيها جبريل فنادانى فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا به عليك وقد بعث إليك كلك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فنادانى ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك وما ردوه عليك وأنا ملك الجبال وقد بعثنى إليك ربك لتأمرنى بأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين. قال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك له.
قوله لقيت من قومك: سقط المعول فى رواية مسلم وثبت فى البخاري بلفظ لقيت من قومك ما لقيت وأبهمه تعظيما وقوله أشد بالرفع أو بالنصب واسم كان عائد على مقدر هو مفعول لقد لقيت، وقوله ما لقيت منهم أي من قومك قريش، إذ كانوا سببا لذهابى إلى ثقيف فهو من إضافة الشيء إلى سببه فلا يرد أن ثقيفا ليسوا من قومها والعقبة قال شيخنا لعل المراد بها هنا موضع مخصوص اجتمع فيه مع عبد ياليل وقوله ابن عبد ياليل ابن عبد كلال كذا فى الحديث