(كأنما المصطفى فيه وصاحبه ... الصديق ليثان قد أواهما غيل)
(عناية ضل كيد المشركين بها ... وما مكايدهم إلا الأضاليل)
(إذ ينظرون وهم لا يبصرونهما ... كأن أبصارهم من زيغها حول)
الغيل بالكسر الشجر الملتف، وجلل غطى، والعناية بكسر العين وفتحها، والأصاليل جمع إضليلة، وروي أنا أبا بكر قال: نظرت إلى قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تفطرتا دمًا في الغار فاستبكيت، وعلمت أنه لم يكن تعود الحفى، والسين والتاء للمبالغة لا للطب، والحفى المشي بلا خف ولا نعل، وكان من قوله صلى الله عليه وسلم لما وقف على الحزورة بفتح المهملة فزاء ساكنة فواو فراء سوق كانت بمكة أدخلت في المسجد ونظر إلى البيت: والله إنك لأحب أرض الله إلي، وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت منك، وأقام صلى الله عليه وسلم في الغار هو وأبو بكر ثلاث ليال وخرجا منه ليلة الاثنين، كما مر، ولما أراد الخروج أتاهما صاحبهما الذي استأجرا ليدلهما على الطريق، وكان استيجارهما له قبل خروجهما من مكة، فدفعا إليه راحلتيهما وواعده غار ثور بعد ثلاث ليال، فأتاهما حين هدأت الأصوات كما قال ابن شهاب، وهو رجل من بني الديل، بكسر الدال وسكون التحتية، وقيل بضم أوله وكسر ثانية مهموزًا كما في الفتح، واسمه عبد الله بن أريقط بالقاف والطاء مصغر، وفي رواية الأموي أريقد بالدال بدل الطاء، والأول أشهر، قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز، أي أسرعه، وصنعنا لهما سفرة من جراب، وفي البخاري سفرة في جراب، قال الحافظ سفرة أي زاد في جراب؛ لأن أصل السفرة الزاد الذي يصنع للمسافر، ثم استعمل في وعاء الزاد، ومثله المزادة للماء، وكذا الرواية، فاستعملت هنا على أصل اللغة، وأفاد الواقدي أنه كان في السفرة شاة مطبوخة انتهى، وأتتهما بالسفرة أسماء بنت أبي بكر ونسيت أن تجعل لهما عصامًا فقطعت أسماء قطعة من نطاقها فربطت بها على فم الجراب، بكسر الجيم وفتحها، والكسر أفصح قاله النووي، وفي القاموس أنه لا