ولا الله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، فقال صفيه يا أم معبد، فقالت رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة بفتح الواو، أي الحسن، مليح الوجه، أي مشرقة، حسن الخلق، بضم الخاء واللام، لم تصبه ثجلة ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم في عينه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، في عنقه سطع، وفي لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سماه ولاه البهاء، كأن منطقه خرزات نظم طول يتحدرن، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر، أجهر الناس وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا لأمره، محفود محشود لا عباس ولا مفند، فقال أبو معبد هذا والله صاحب قريش، ولو رأيته لاتبعته، قوله ثجلة بفتح المثلثة على ما للقسطلاني، وبضمها على ما في النور والسبل، عظم البطن، ويروى بالنون والحاء أي نحول من نحل الجسم إذا قل لحمه والصعلة بفتح الصاد والعين المهملتين، صغر الرأس، وهي أيضًا دقة البدن ونحو له، وفي رواية سقلة بالسين والقاف، وفي أخرى صقلة بالصاد والقاف، أي نحول من صقلت الناقة ضمرتها، والوسيم الحسن، وكذلك القسيم والدعج بالتحريك شدة سواد العين والوطف بالتحريك الطول وفي رواية غطف بغين معجمة ومعناهما واحد، والصحل يفتح الصاد والحاء المهملتين هو كالبحة الموحدة، وأن لا يكون حاد الصوت والحور بالتحريك أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها، وهو محمود محبوب، ولذا كان أغزل ما قالت العرب قول جرير:
(إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لا يحيين قتلانا)
(يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله إنسانًا)
والكحل بفتحتين سواد في أجفان العين خلقة والرجل أكحل وكحيل، والمرأة كحلاء وكحيل، والأزج بفتح الهمزة والزاي وشد الجيم الدقيق طرف الحاجبين، وفي القاموس الزجج محركة دقة الحاجبين في طول، أي