(تداولها الرياح وكل جون ... من الوسمي منهمر سكوب)
(فأمسى رسمها خلقاً وأمست ... يبابا بعد ساكنها الحبيب)
(فدع عنك التذكر كل يوم ... ورد حرارة الصدر الكئيب)
(وخبر بالذي لا عيب فيه ... بصدق غير إخبار الكذوب)
(بما صنع الإله غداة بدر ... لنا في المشركين من النصيب)
(غداة كأن جمعهم جراد ... بدت أركانه جنح الغروب)
(فلاقيناهم منا بجمع ... كأسد الغاب مردان وشيب)
(أمام محمد قد آزروه ... على الأعداء في لفح الحروب)
(بأيديهم صوارم مرهفات ... وكل مجرب خاظي الكعوب)
(بنو الأوس الغطارف آزرتها ... بنو النجار في الدين الصليب)
(فغادرنا أبا جهل صريعا ... وعتبة قد تركنا في الجبوب)
(وشيبة قد تركنا في رجال ... ذوي حسب إذا نسبوا حسيب)
(يناديهم رسول الله لما ... قذفناهم كباكب في القليب)
(ألم تجدوا كلامي كان حقا ... وأمر الله يأخذ بالقلوب)
(فما نطقوا ولو نطقوا لقالوا ... صدقت وكنت ذا رأي مصيب)
القشيب هنا الذي خالطه ما يفسده إما من دنس وإما من قدم، واللقح بالسكون والتحريك مصدر لقح كفرح، وخاظ الكعوب مكتنزها، قويها، والجبوب الأرض أو غليظها أو هو موضع ببدر قاله في القاموس، وكباكب أي جماعات والكبكبة الجماعة قاله أيضا، وقال حمزة بن عبد المطلب ومنهم من ينكرها له:
(ألم تر امرا كان من عجب الدهر ... وللحين أسباب مبينة الأمر)
(وما ذاك إلا أن قوما أفادهم ... فخانوا تواص بالعقوق وبالكفر)
(عشية راحوا يوم بدر بجمعهم ... فكانوا رهونا للركية من بدر)
(وكنا طلبنا العير لم نبغ غيرها ... فساروا إلينا فالتقينا على قدر)
(فلما التقينا لم تكن مثنوية ... لنا غير طعن بالمثقفة السمر)
(وضرب ببيض يختل الهام حدها ... مشهرة الألوان بينة الأثر)
(ونحن تركنا عتبة الغي ثاويا ... وشيبة قتلاهم تجرجم في الجعفر)