وفي المواهب سميت بذلك لأنهم رقعوا فيها راياتهم قاله ابن هشام وقيل شجرة في ذلك الموضع يقال لها ذات الرقاع، قال شارحه قيل لأن هذه الشجرة كانت العرب تعبدها وكل من كان منهم له حاجة يربط بها خرقة وقيل الأرض التي نزلوها فيها بقع سود وبقع بيض كأنها مرقعة برقاع مختلفة فسميت بذلك وقال الواقدي لجبل هناك فيه بقع وقال الداودي سميت بذلك لوقوع صلاة الخوف فيها لترقيع الصلاة فيها. وأصح من هذه الأقوال أنها سميت بذلك للفهم الخرق فيها على أرجلهم لما نقبت بفتح النون وكسر القاف أقدامهم، أي رقت وقرحت من الحفاء كما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه، وكان من خبر هذه الغزوة أنه عليه السلام غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة وبني أنمار لما بلغه أنهم جمعوا الجموع إليهم فخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم على قول ابن سعد وابن حبان أو في جمادي على ما تقدم وهو لابن إسحاق في أربعمائة من أصحابه، وقيل سبعمائة وقيل ثمانمائة واستعمل على المدينة عثمان بن عفان وسار حتى وصل واد الشقرة بضم الشين المعجمة وسكون القاف فأقام يوما وبث سراياه فرجعوا من الليل ولم يروا أحدا فسار حتى نزل نخلا بالخاء المعجمة، موضع من أراضي غطفان وهو من المدينة على يومين وهو بواد يقال شدخ بشين معجمة بعدها مهملة ساكنة فخاء معجمة فلم يجد في مجالسهم إلا نسوة فأخذهن وهربوا في رؤوس الجبال كذا قال ابن سعد وقال ابن إسحاق لقي جمعا منهم ولم يكن بينهم حرب وقد خاف الناس حتى صلى (صلى الله عليه وسلم) بالناس صلاة الخوف وكانت غيبته عليه السلام في هذه الغزوة عن المدينة خمس عشرة ليلة وبعث جعال بن سراقة بشيرا بسلامته وسلامة المسلمين. وعن جابر كنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) بذات القاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها له (صلى الله عليه وسلم) فنمنا نومة فجاء رجل من المشركين وسيف النبي (صلى الله عليه وسلم) معلق بالشجرة وهو نائم فاخترطه يعني سله من غمدة فقال له تخافني؟ قال لا: قال فمن يمنعك مني؟ قال الله يمنعني منك، فسقط