السيف من يده. فأخذه عليه الصلاة والسلام فقال من يمنعك مني؟ فقال كن خير آخذ. قال تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ ! قال الأعرابي أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، قال فخلى سبيله فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس، وذكر الواقدي في نحو هذه القصة أن هذا الإعرابي دعثور بضم الدال المهملة وسكون العين المهملة وضم المثلثة وسكون الواو وراء مهملة وأنه أسلم ورجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير. وفي رواية ابن إسحاق أنه اسلم بعد وأنه رمي بالزلخة بضم الزاء وشد اللام بعدها خاء معجمة فهاء تأنيث وهي وجع الصلب حين هم بقتله (صلى الله عليه وسلم) فندر، بنون ودال وراء مهملتين، السيف أي سقط من يده وسقط هو إلى الأرض فلم يستطع القيام وقال البخاري عن مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر اسم الرجل غورث بن الحارث بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الراء فمثلثة وقيل بضم أوله، وحكي الخطابي فيه غويرث بالتصغير ووقع عند الخطيب بالكاف بدل الثاء وقال في المواهب وتقدم في غزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر بناحية نجد مثل هذه القصة لرجل اسمه دعثور وأنه قام على رأسه (صلى الله عليه وسلم) فقال من يمنعك مني اليوم؟ فقال عليه الصلاة والسلام: الله! فدفع جبريل في صدره فوقع السيف من يده، وأنه أسلم. قال في عيون الأثر والظاهر أن الخبرين واحد اختلف الرواة في اسمه فبعضهم سماه دعثورا وبعضهم سماه غورث وقال غيره من المحققين الصواب أنهما قصتان في غزوتين قصة لرجل اسمه دعثور بغزوة ذي أمر وفيه التصريح بأنه أسلم ورجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير وقصة بذات الرقاع لرجل اسمه غورث وليس في قصته تصريح وبإسلامه انتهى. وفي انصرافه عليه السلام من هذه الغزوة أبطأ جمل جابر بن عبد الله فلا يكاد يسير فنخسه النبي (صلى الله عليه وسلم) بعصي نخسات ولمسلم وأحمد فضربه برجله ودعا له فانطلق متقدما بين يدي الركاب ولأبي نعيم أنه نفث في ماء ثم مرج من الماء في نحره ثم ضربه بالعصي