فوثب فقال اركب! قلت إني أرضى أن يساق معنا، قال اركب فركبت فو الذي نفسي بيده لقد رأيتني وأنا أكفه عنه (صلى الله عليه وسلم) إرادة أن لا يسبقه ثم قال أتبيعنيه فابتاعه بأوقية وقال لك ظهره إلى المدينة، فلما وصلها أعطى الثمن وأرجح ووهب له الجمل، ثم بعد ذات الرقاع غزوة بدر الصغرى لعدم وقوع حرب فيها فهي صغرى بالنسبة لبدر الكبرى وتسمى بدر الموعد للمواعدة مع أبي سفيان عليها يوم أحد وهي الثالثة، فقد مر أن أبا سفيان قال يوم أحد الموعد بيننا وبينكم بدر من العام القابل فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لعمر قل نعم هو بيننا وبينكم موعد ولما قدم (صلى الله عليه وسلم) المدينة من غزوة ذات الرقاع أقام بها بقية جمادي الأولى وجمادي الأخيرة ورجبا ثم خرج في شعبان سنة أربع إلى بدر لميعاد أبي سفيان حتى نزله ومعه كما رواه الحاكم ألف من أصحابه وخمسمائة معهم عشرة أفراس فرس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفرس لأبي بكر وفرس لعمر وفرس للزبير وفرس لسعيد بن زيد وفرس للمقداد وفرس لأبي قتادة وفرس للحباب وفرس لعباد بن بشر فهذه تسعة ولم يسم العاشر واستخلف ابن رواحة على المدينة وحمل اللواء على بن أبي طالب فأقاموا ثماني ليال على بدر ينتظرون أبا سفيان وخرج أبو سفيان في قريش وهم ألفان ومعهم خمسون فرسا كذا عند الواقدي حتى نزلوا مجنة بميم فجيم فنون مشددة مفتوحات ويجوز كسر الميم سوق بقرب مكة من ناحية مر الظهران بفتح الميم وشد الراء وفتح الظاء المشالة وإسكان الهاء واد بين مكة وعسفان، ويقال حتى نزل عسفان ثم رجع فقال يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب وإني راجع فارجعوا، فرجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق يقولون إنما خرجتم تشربون السويق، وهو قمح أو شعير يقلى ثم يطحن ويتزود به ملتوتا بماء أو عسل أو سمن وأتى مخشى بن عمر الضمري رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببدر وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة