أبواب صنعاء من مكاني الساعة. قال ابن إسحاق وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار افتحوا ما بدى لكم، والذي نفس أبي هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله محمدا (صلى الله تعالى عليه وسلم) مفاتيحها قبل ذلك. ومن أعلام نبوءته (صلى الله تعالى عليه وسلم) ما في الصحيح من تكثير الطعام القليل فيه وهو صاع من شعير وعنز صغير فدعي بالقوم وهم ألف فبصق في العجين والبرمة قال جابر أقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وإن برمتنا كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو ومنها حفنة التمر التي جاءت بها ابنة بشير بن سعد أخت النعمان بن بشير لأبيها وخالها ابن رواحة ليتغذيا به، فقال (صلى الله تعالى عليه وسلم) هاتيه فصبته في كفيه فما ملأهما ثم أمر بثوب فبسط له ثم قال لإنسان أصرخ في أهل الخندق أن هلم إلى الغذاء فاجتمعوا عليه فجعلوا يأكلون وجعل يزيد حتى صدروا عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب وقوله هم ألف قال الشامي أراد به الآكلين فقط لا عدة من حضر الخندق كما في الزرقاني قال في المواهب وقد وقع عند ابن عقبة أنهم أقاموا في عمل الخندق أي مدة حفره قريبا من عشرين ليلة وعند الواقدي أربعا وعشرين وعند ابن سعد ستة أيام، قال السمهودي وما لابن سعد هو المعروف، قال والذي لابن عقبة والروضة والنووي إنما هو في مدة الحصار لا في عمل الخندق وفي الروضة للنووي خمسة عشر يوما ولما فرغ (صلى الله تعالى عليه وسلم) من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة بين الجرف وزغابة، قال السهيلي بزاء مفتوحة وغين منقوطة وقيل بضم الراء وعين مهملة اسم موضع في عشرة آلاف منهم من أحابيشهم أي حلفائهم من التحبيش وهو التجميع لتجمعهم على أنهم يد واحدة أو لتحالفهم بذنبة حبشي جبل بأسفل مكة ونزلت غطفان ومن تبعهم بذنبة نقمي إلى جانب أحد وهو بفتح النون والقاف وفتح الميم مقصور، قال الصاغاني موضع من أعراض المدينة انتهى.